google-site-verification=6uz_yI7yuYvpFTWk6ngziM-ElJfFg7OX7ImzeGzWWOA analytics.js analytics.js gtag.js. google-site-verification: googleb7f9ba82ca33403c.html مجلة مراسيل : رواية مريم و يونس ( الحلقة الأولى ) -

رواية مريم و يونس ( الحلقة الأولى )

 

مقدمة :

-----------
بينما تتابع تحركات البشر داخل المسجد بلا اهتمام ، انتبهت له يعبر صحن المسجد بخطي سريعة , تعلقت عينيه بها للحظة و رفع يديه بالسلام ثم ابتسم ومضي لم تعرف كيف رأها وقد خبأتها الظلال ، قد كانت روحها ما تزال تطوف هنا و هناك بين القناديل والأعمدة الرخامية حتي رأته فتبعته واستقرت في يديه .

لم تعرف ما سر الحماس داخلها فجأة ،شعرت بأنها يجب أن تذهب وتكسر الصمت بينهما الأن
جمعت كتبها وأقلامها داخل حقيبتها السوداء سريعاً وتوجهت نحو موضعه.
تشعر بأن عليها ان لا تنتظر حتي لا تستسلم لخجلها وقلبها المضطرب فتهرب بلا عودة ، يجب ان تخرج عن صمتها وخوفها .
إنتبهت لنفسها تقف أمامه ، وهو ينظر إليها بثبات ويبتسم ,فقط يبتسم ! 

 

 

 

مريم ويونس 1:

-------------------

بين جدران الحاكم بأمر الله هي مختلفة ، تذوب عن نفسها شوائب الدنيا فتشعر بأنها أنقي وأجمل ، جلست في احد أركانه التي تسمح لعينيها بأن تكشف أكبر جزء منه وقد خبأها الظل فلا يكشفها أحد ، تركت روحها لتطوف وتتأمل تفاصيله التي تسكنها ،شردت في صحنه الذي يشبه في انعكاس ضوء النهار عليه مرأة من نور ما إن وطئتها قدميها شعرت بأنها عبرت الزمان والمكان الي ملجأ أكثر طهراً ونقاءً ، مؤمنة هي بأن الاماكن و المساجد خاصة ليست مجرد حجارة تزداد قيمتها كلما ازداد قدم عمرها ،ترفض كيف يختصر البعض علاقتهم بالاماكن في مجرد مشاعر تقدير جافة ، بل هناك نوع من التواصل قد يكون أكثر وداً ونقاء من التواصل مع بعض البشر ، تكاد تجزم بأن إحساسها بالحميمة و الأمان بين جدران بعض المساجد ينبع من أرواح طيبة سكنتها يوماً ، تطوف لتسمع الصلوات ، المخاوف ، الابتهالات ،و الآمال فتمسح علي القلوب وتواسي ، فكرتها تلك ترضيها , فهى تظن أن لا تفسير آخر لما تشعر به .
بينما تتابع تحركات البشر داخل المسجد بلا اهتمام ، انتبهت له يعبر صحن المسجد بخطي سريعة , تعلقت عينيه بهما للحظة و رفع يديه بالسلام ثم ابتسم ومضي لم تعرف كيف رأها وقد خبأتها الظلال ، قد كانت روحها ما تزال تطوف هنا و هناك بين القناديل والأعمدة الرخامية حتي رأته فتبعته واستقرت في يديه !!!.
لا تعرف كيف ملأها كل هذا الحنين إليه فجأة بعد أن كان مصدر إزعاجها وغصبها .
تعد بالذاكرة الى لقائهم الأول فى الجماعة ,تحدثها نفسها أن ربما كان كل شيء مقدراً ن البداية , قد كان مقدراً أن تأتى الى تلك الجامعة الغريبة عن أرضها ووطنها صدفة لتقابله , أن تضطر الى التعامل معه حينما جمعتهما قاعات درس واحدة فتكره فى البداية كيف أنها لا تستطيع التعامل مع صمته الدائم ونظراته الغامضة , أثار انتباهها وتسلل حتى شغل منها موضوع القلب , قد كان مقدراً أن تستسلم نفسها لاندفاعها نحوه .
أحبته لا قصداً لكن قدراً .
سألتها زهرة بفضول:- (مريم هتعملي إيه في التكليف الي طلبه منك الدكتور مالك انتى ويونس ) .! فأخرجتها من شرودها
تنهدت فخرجت أنفاسها محملة ببعض ما تشعر من غضب وأجابت :- ( مش عارفة يا زهرة ، انا أصلا مش عارفة أتعامل مع الي اسمه يونس ده خالص).

أختارت فريدة أن تخرج عن صمتها ، التفتت بإتجاه مريم وزهرة وقالت :- (ليه كده يا مريم ؟) . أضافت بابتسامة خبيثة :- دا حتي آنتوا مناسبين مع بعض اوى .

ازداد غضب مريم ،يعرف عنها أصدقائها أنها سريعة الاشتعال فيعتمدون استفزازها ، يحبون كيف يرونها وقد أحمر وجهها وتوقفت الكلمات في حلقها فتكتفي بالصراخ.

ردت بحدة :- (مش لازم نقول كلام ملوش لازمة يا فريدة ! , مناسبين ازاي واحنا مش عارفين حتي نتكلم مع بعض ،لحد دلوقتي عدي شهر ومبدأناش حوار واحد , ولا قولنا كلمة واحدة لا في المشروع الِ المفروض إننا ننفذه ولا بره المشروع ... وايه علاقة أننا مناسبين مع بعض في أننا إتدبسنا في مشروع واحد يعني ( !
تبادلت زهرة وفريدة نظرات حيرة , ربما لانها أول مرة لا تتقبل مزاحهم الذي دائماً ما يكون في غير موضعه ، شعروا بغضبها ومرارة الحيرة بأطراف حروفها فبادرت فريدة بالإعتذار عن ما بدا منها.

وإقترحت بتحفظ :- (طيب إيه رأيك لو حاولنا نتكلم معاه بطريقة غير مباشرة ) ....!

قاطعتها مريم بحدة :- (تتكلموا معاه ليه وف إيه؟) .
....

ردت فريدة :- (نكلمه عن المشروع ال مفروض تعملوه ده ،مش أنتِ بتقولي مش عارفة تتكلمي معاه ...أنتِ خايفة علي مصلحتك ولا الموضوع مش مهم) !

____________
تدافعت داخل عقلها الكثير من الأفكار و طال حديث النفس , وعليها ان تصل الي قرار ما ، اطمأن القلب أخيرا إلي, ِ ان اقتراح صديقتها مريح سيدفع عنها الكثير من الحرج , ولكنها ستخطو تلك الخطوة وحيدة فجاوبت بثقة حاولت أن تزرعها بين حروفها :- (لأ انا هكلمه بنفسي ، قريب قوي , يمكن النهاردة ( .

لم تعرف ما سر الحماس داخلها فجأة ،شعرت بأنها يجب أن تذهب وتكسر الصمت بينهما الأن
جمعت كتبها وأقلامها داخل حقيبتها السوداء سريعاً وتوجهت نحو موضعه.
تشعر بأن عليها ان لا تنتظر حتي لا تستسلم لخجلها وقلبها المضطرب فتهرب بلا عودة ، يجب ان تخرج عن صمتها وخوفها .
إنتبهت لنفسها تقف أمامه ، وهو ينظر إليها بثبات ويبتسم ,فقط يبتسم .!
تصورت انه يبتسم , لأنها تقف أمامه هكذا ببلاهة بلا حركة أو كلام .
ألقت السلام ، فكتفي بالإبتسام والمشاورة ، إستخدم عدة إشارات لم تفهمها .

كانت مضطربة لدرجة منعتها من أن تفكر بهدوء لتفهم معني ما يشير به إليها، فقط تسارع إلي ذهنها ان الفتي لا يريد التحدث إليها ، احمر وجهها غضباً,رأى هو أنها جميلة فابتسم , ولم تزيدها ابتسامته التى لم تفهمها إلا ضيقاً وغضباً .
حاول جاهداً ان يشير إليها مرة اخري بأنه لا يسمعها.
لم تفهم إلا انه يتجاهلها , وأن إبتسامته تلك مستفزة للغاية.
شعرت انها تختنق ببطء فاندفعت مبتعدة .
دفنت مشاعرها دخل قلبها الرقيق فى محاولة منها لإقناع نفسها ان ما حدث ليس بالأمر المهم ,
فقط حماقة أخرى ارتكبتها, وإندفاع أخر عليها أن تتحمل نتائجه . !!

 

http://parallelword.weebly.com

تعليقات الفيس
0 تعليقات البلوجر

0 التعليقات :