google-site-verification=6uz_yI7yuYvpFTWk6ngziM-ElJfFg7OX7ImzeGzWWOA analytics.js analytics.js gtag.js. google-site-verification: googleb7f9ba82ca33403c.html مجلة مراسيل : ريهام ( قصة قصيرة) لـ محمد عبدالعزيز الديب -

ريهام ( قصة قصيرة) لـ محمد عبدالعزيز الديب

 

(( ريهام )) ... قصة قصيرة
=============



         جمالها يغريك بإثم النظرة الثانية و الثالثة و الرابعة ... حتى العشرين و ربما أكثر إن كنت أقل ورعاَ أو حياءا   !

إنها ( ريهام ) حسناء كلية الهندسة ... و إن شئت فلتقل حسناء الجامعة !
لن أضيع وقتكم و وقتي في وصفها ... فالإسهاب في وصف الجمال يقلل من قيمته !

مثلا عندما أخبرك عن زهرة جميلة أنها أجمل زهرة رأيتها , فتطالبني بوصفها ... فأخبرك أنها حمراء ذات ورقات خضراء و لها أربع بتلات ... هذا يجعلها سخيفة و قد تشعر أنك رأيت الكثير مثلها و لا داعي لكل هذا الإعجاب !

أما ( ريهام ) فأعتقد أنها خلقت لكي تخرس الألسنة التي كانت تردد (( أن بنات كلية الهندسة لهم شوارب !))

و برغم هذا فهي مصدر غيظ و غيرة لكل بنات كليتنا ! ... كحال أي بنت جميلة بين أقرانها الأقل جمالاَ



          أسعد ايامي في الكلية هو يوم ( السبت ) من كل أسبوع ... بالرغم من إنه بداية الأسبوع و يجعلنا – أصحاب الكليات العملية – نشعر بالحقد على الكليات النظرية لإنه إجازة لديهم !

إلا إن هذا هو يوم حصص العملي لمادة ( الإسقاط الهندسي ) ... تلك المادة التي يعتبرها الكثير لعنة فوق رؤوسهم ... و بالنسبة لي فهي حسنة الكلية و حسنتي انا شخصيا و أحمد الله على تفوقي فيها بكرة و عشياَ ... فلولاها لما حدثتني ( ريهام ) أبدا !
لا أنسى أبدا هذا اليوم التي سمعتها تسألني عن حل تلك المسألة ( عن الأسطح الدورانية و تقاطعها )

حسبتها لوهلة مجرد اوهام ... إلا إنني لمحت تلك النظرة في اعين زملائي التي تقول بلا صوت ( يا ابن المحظوظة ) !!؛ فأجبتها محاولاً تفادي النظر مباشرة لعينها ...
 باذلاً قصارى جهدي ألا أبدو مندهشاً من حديثها معي ... حريصاً أن أبدو طبيعياً – قدر إستطاعتي !

إعتبارا من تلك اللحظة بدأت أهتم باناقتي و مظهري خصوصا في يوم ( السبت )
 أستيقظ مبكرا جدا لأبحث عن قميص مكتمل الأزرار ... بنطال خالي من البقع الباهتة أو بقع المواد الكيميائية ... و لا أنسى بالطبع مراجعة شرح مسائل العملي لأكون مستعدا لإجابة أسئلتها ... بالرغم من إنها لم تكرر سؤالها لي من يومها !

فسر (صلاح ) صديقي هذا بإنها لم تكن تسالني بسبب جهلها بإجابة السؤال ... و لكن لإنها معجبة بي ؛ كانت تود لفت نظري ... منتظرة أن أقوم بالتجاوب معها و التحدث إليها فيما بعد ... و هذا ما لم يحدث !

و لكني ... عزمت على أن أكلمها في الغد ... و ليكن مايكون !

     لا أدري فيما أحدثها ... و لكن يجب أنا أحدثها ... ربما أعرض عليها خدماتي و إمكانية مساعدتي لها في شرح العملي برغم إني أعتبر هذا درباً من المغامرة غير محمودة العواقب !
ربما أخبرها عن أمر مواعيد العملي الجديدة برغم إنها لم تسألني ... فحتى و إن كانت تعلم ذلك ... فمن المؤكد أنها ستقدر إهتمامي
 
و ربما أسألها عن رأيها في شرح دكتور مادة ( الفيزياء ) ... و أثني عليه إن كان يعجبها ...
و أعرض عليها شرحها إذا كان لا يعجبها  و يصعب عليها فهمها !
لا يهم فيما أكلمها ... و لكن يجب أن أكلمها ! ...  

        في الصباح خرج المارد من قمقمه ! ... بحثت عنها في كل زوايا الكلية منتظراً اللحظة التي أهتف بها مقولة الأخ ( أرخميدس ) : وجدتها ... وجدتها !

و لكن أين هي ؟! أين هي ؟! ..

   معقوول ! ...
 إنها هي حقاَ ... و لكن من هذا الذي بجوارها ؟
أليس هذا ( حسين ) ذلك الشاب الصفيق الذي له معارف من الفتيات أكثر من أصدقائه الفتيان !!...
 الذي لا يكاد يقف دقيقة مع اصدقاءه من الطلاب و يطير ليتحدث مع تلك الفتاة أو هذه !

      هذه النظرات التي يتبادلونها ... اعرفها جيداَ !
نظرات ريهام مليئة بالحب ... تشبه نظرات عشاق الريف ...بما فيها من خفر و محاولة الإبتعاد عن أعين الناس .

أما هذا الوغد فهو ينظر في ثقة و تحدٍ ... نظراته تدل على أنها ليست أول فتاة يكلمها و لا هي آخرهم !
 
أيعقل أن تكون ( ريهام ) هذه الرقيقة قد وقعت في حب هذا الأخطبوط البشري !

حقاَ لا جديد تحت الشمس ... فهاهي واحدة جديدة من أرق و أجمل النساء اللاتي دائما يقعن في حب أحقر الرجال !


                                           تمت

‫#‏محمد_عبدالعزيز_الديب‬

تعليقات الفيس
0 تعليقات البلوجر

0 التعليقات :