google-site-verification=6uz_yI7yuYvpFTWk6ngziM-ElJfFg7OX7ImzeGzWWOA analytics.js analytics.js gtag.js. google-site-verification: googleb7f9ba82ca33403c.html مجلة مراسيل : فــي انـتظـار شـئ مــا لــ علـى نمـر -

فــي انـتظـار شـئ مــا لــ علـى نمـر



حقا هي أميرة اسما ووصفا أميرة في داخلها وفى تعاملها مع الآخرين عندما تنظر إليها تتذكر أميرات العصورالوسطى في الأفلام الأمريكية التي تجسد هذه الفترة فتتخيلها في فستانها المخصر ذو الذيل الطويل وقدوضع تاج من الذهب فوق شعرها الناعم النسدل على كتفيها , لا تفارق الفرحة عينيها الجميلتان ولا يستطيعالهم أن يقتل بسمة شفتيها إلا في أندر الأحوال لكنه لا يستطيع أن يقتل البسمة بداخلها دائما , قامتهاالمعتدلة وخطاها الرشيقة والانبعاث الأثيري الصادر منها يجعلها مصدر جذب واهتمام من الآخرين كذلك فهيتمثل أروع النماذج لفتاة أحلام أي شابتعتقد (أميرة ) أن الحب هو السعادة والحزن معا وهو الخوف والأمان معا وهو الشئ ونقيضه في قلب المحبفهو السعادة عند لقاء من تحب وهو أكثر سعادة عندما تصارح من تحب بحبك وهو قمة السعادة عندما تعرف أنحبيبك يحبك والحب هو الحزن عند فراق من تحب وأكثر حزنا عندما تعرف أنك لن ترى من تحب بعد الآن وهوقمة الحزن عندما تعرف أن من تحبه لا يحبك , وكذلك فالحب هو الأمان عندما تنظر في عيون حبيبك وتسمعضحكاته وهو الخوف مما هو قادم الخوف من ضياع الحب فالحب هو كل هذه المشاعر المتعارضة في قلب واحدسعادتك لأنك مع من تحب وحزنك لأنك سوف تفارقه بعد قليل فلو كنت سعيدا مع من تحب ولا تحزن لفراقهفهذا ليس حب.ولكن ورغم كل ما يدور حولها من مشكلات وصديقات وبعض الاحتكاك بالمجتمع الخارجي عنها فأنها تشعربالوحدة وفقدان الشعور بالأمان الذي يظهر في نبرات صوتها الحاني وفى الكثير من التلميحات الخفية فيكلمتها وفى بعض التصريحات البسيطة عما بداخلها مع بعض الأشخاص وليس الجميع , وما ذاد هذا الشعوربالوحدة والخوف هو فقدان الصديقات واحدة تلو الأخرى بالزواج وربما بالسفر إلى الخارج , أما العامل الأهموالذي ذاد من شعورها بعدم الأمان والوحدة هو صدامها مع المجتمع فور تخرجها من الجامعة فهي على الرغممن إنها عاشت مرحلة المراهقة تشعر ببعض الوحدة حتى بين الأهل والأصدقاء وعلى الرغم من إنها كانتكثيرا ماتفكر وتتخيل وترسم لنفسها مستقبل في السنوات القليلة المقبلة وعلى الرغم من إنها كانت وفينفس الوقت الذي تتمنى فيه أن تحقق أحلامها كانت تراها بعيدة وصعبة المنال إلا إنها لم تكن تتخيل مدىقسوة المجتمع الموحش ومدى قسوة ظروفه التي تجبرها على التخلي عن أحلامها رغما عنها فتتنازل تحتوطأة الظروف الموحشة وترضى بالقليل ثم بالأقل ثم تنخرط في مسلسل لا ينتهي من التازل عن أحلامها واحد تلو الأخرتدور كل هذه الأفكار وأكثر في رأس (أميرة ) وهى جالسة في غرفتها المظلمة مسترخية على سريرهاالمريح متدثرة في غطاء ثقيل شاعرة بالأمان النسبي شبة متأكدة أن أحدا لن يقتحم خلوتها أو يقطع حبلأفكارها وحديثها إلى نفسها سوى بعض الأفكار المفزعة كفكرة الموت التي صاحبتها منذ سنين طويلة ولازالتتحاصرها في الكثير من الأوقات بل وفى أحيان كثيرة تتمناه لأنه يقربها من الله عز وجل لكنها في الغالب لاتحب الموت وتريد الحياة تريد أن تعيش لأطول فترة ممكنة بشرط أن يتحول العالم إلى المدينة الفاضلة التيتغنى بها الشعراء والفلاسفة منذ قدم الزمان بلا صراعات أو قتل أو حقد مدينة عنوانها الحب والسعادةتتمنى ( أميرة ) لو أن ادم لم يعصى الله ويهبط من الجنة إلى الأرض أو أنها لم تولد في هذه الحياة ولا فيغيرها أو أنها لم تخلق وبداخلها هذا الكم الهائل من الحب والحنان والتسامح الذي يعذبها أحيانا كثيرة ويدفعهاإلى التسامح مع من لا يستحقون ذلك وكثيرا ما يفسر الآخرون ذلك على أنة ضعف ويستخفون به غير عالمينأن ما لديها من طاقة حب وخير لا يمكن أن تدفعها إلا إلى التسامح حتى في المواقف التي يستحق فيهاالآخرين قطع الرؤوس جزاء لما يفعلونوهكذا تعيش ( أميرة ) فرحة في عينيها اغلب الوقت وبسمة على شفتيها اغلب الوقت ووحدة في القلب كلالوقت وشعور بعدم الأمان يطاردها من حين لأخر وتزورها فكرة الموت ربما أكثر من الأشخاص العاديينتقاتل ( أميرة ) في صمت دون أن يشعر احد وربما دون أن تشعر هي أيضا تقاتل هذا الكيان الموحش المسمىبالجمتمع وعاداته وما به من أناس وقحين سلبو أحلامها واحد تلو الأخر , تقاتل الشعور بالوحدة والضعف وعدمالثقة بالنفس تقاتل لكي تظل كما هي لأطول فترة ممكنة وكما أن لكل جيش مقاتل خط دفاعي أخير فهيأيضا لها خط دفاعي أخير تعلق علية كل الآمال والأحلام خط دفاعي هو احد أحلامها منذ الصغر إلا أنة ازدادأهمية في هذه المرحلة وفى قتالها مع المجتمعإنه الجبل الشامخ في مخيلتها هذا السياج الذي سوف يحميها من الهزيمة المتوقعة في معركتها الأخيرة معالخوف والوحدة والظروف الصعبة إنه الحب الذي تنتظر قدومه وترجوه الحب الصادق الذي يصدر من إنسانيتفهمها يعرف ماذا تريد وبما تحلم يعرف إنها ليست كما تبدو في أحيان كثيرة فهي ليست حزينة بطبعها أوكأيبة أو قاسية وهى ليست ضعيفة أو متخاذلة عن تحقيق أحلامها كما إنها ليست مرحة أو متحررة إلى هذاالحد الذي تبدو عليه في أوقات كثيرة فقط مادفعها إلى تأخير كل شئ وعدم الاهتمام حتى بتحقيق أحلامهاهو خوفها الشديد من أن تخسر معركتها الأخيرة قبل أن يتكون لديها هذا الخط الدفاعي الأخير القوي الذيتستطيع بداخله أن تستعيد بناء جيشها القوي ودولتها داخل نفسها لكي تنطلق من جديد وتحقق كل ما ترجومن أحلام مؤجلة فهي تريد الحب الصادق من الإنسان الصادق وتنتظره بفارغ الصبر كي تترك له نفسها وتهدأوتنام دون خوف أو وحدة بعدما تتحرر من المسئولية التي تشعر بها تجاه الآخرين فيكون هذا الخط الدفاعي هوالمسئول عنها وتصبح هي أميرة تأمر فتجد من ينفذ وترجو فتجد من يستجيب دون أن تتحدث , لكنها تخاف كثيراوربما يدفعها الخوف إلى أن تتمنى أن تظل كما هي بلا حب ودون أن يقترب منها احد ولو حتى ملمحا بحبة فهيتريد أن تسمع كلمة الحب لكنها تخاف من أن تسمعها تريد أن يفهمها الحبيب وتخاف من أن يفهمها وربما يدفعهاالخوف إلى إحباط أي محاولة من قبل الآخرين في هذا المجال فهي تخاف من لا شئ من الخوف نفسه أو ربماتخاف من سوء الاختيار فهي تعلق كل الآمال والأحلام على هذا الحب المنتظر الذي يعتبر فرصتها الوحيدةوالأخيرة وخطها الدفاعي الأخير فهي تخاف من تكوين خط دفاعي ضعيف إذا أساءت الاختيار أو خدعت وكأنالحب الذي تنتظره أمرا لا يقبل الفشل على الإطلاق و فشله معناه نهايتها ونهاية كل الأحلام والآمال المعلقةعلية لذلك فهي دائما في حيرة شديدة مابين ثلاث أمور أولها الاحتياج الشديد للحب بما يمثله من أمانواستمتاع وتغير لوحة الكون وتحقيق الأحلام وانطلاق وتحرروثانيها الخوف الشديد من انهيار هذا الخط الدفاعي وهو الحب إذا أُسس على دعائم غير قوية متمثلة في سوءاختيار الحبيب وهكذا فلن يفي هذا الحب بما تحلم به من خلاله , وأخر هذه الأمور الخوف الشديد من ضياعفرصة حقيقية لحب صادق فكلما عرض عليها أحدا حبه أو لمّح به حتى فهي تقع في حيرة شديدة مابينالاحتياج للحب والخوف من سوء الاختيار والخوف من ضياع فرصة فعلية حقيقية لقيام هذا الحب الصادق الذيتحلم به وترجوهوهكذا تعيش ( أميرة ) بداخلها الخوف من الخوف نفسه والوحدة وعدم الشعور بالأمان والاحتياج للحب الذيتعلق علية كل الآمال والأحلام والخوف أيضا من هذا الحب إذا فشل أو انهار وترى نهاية لخوفها ووحدتها فيالحب الصادق لكنها لا تعطى الفرصة لأحد لكي يحبهاوتبقى فكرة أخيرة في أعماقها تقول أصعب شيء في الحياة هو انتظار شيء ربما لن يأتي و الأصعب أن أتى وحمل لك معه أكبر خيبة أمل وهكذا فهي في انتظار لا تعلم متى ينتهي.


تعليقات الفيس
0 تعليقات البلوجر

0 التعليقات :